انقلبت الولايات المتّحدة على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة مساء أمس، مع إعلان المبعوث ستيف ويتكوف بشكلٍ مفاجئ سحب الفريق الأميركي من الدوحة. حاول ويتكوف تحميل حركة حماس المسؤولية، وبرّر خطوته بردّها الأخير الذي «يظهر بوضوح عدم رغبتها للتوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار».
بالمقابل، استغربت حركة حماس تصريحات ويتكوف السلبية، رغم تعبير الوسطاء عن ترحيبٍ وارتياحٍ تجاه المواقف الأخيرة. كما أكّدت الحركة أنّها «تعاطت بإيجابية» مع الملاحظات الأخيرة، وأنّها تتعامل مع المسار التفاوضي بمرونة ومسؤولية.
تصريح ويتكوف تضمّن إشارةً إلى «خيارات بديلة لإعادة الأسرى»، ما يحمل تهديداً بزيادة الضغط العسكري أكثر بعد، كما أشار إلى «محاولة خلق مناخ أكثر استقراراً لأهل غزّة»، ما أعاد إلى ذهن «المدينة الإنسانية» المزمع إنشاؤها في رفح، أو حتّى خطّة تهجير الغزّيين إلى بلدان مجاورة، والتي أعاد كل من ترامب ونتنياهو التمسّك بها في لقائهما الأخير.
تأتي هذه المماطلة الأميركية الإضافية في ظلّ اشتداد المجاعة إلى مستويات غير مسبوقة في القطاع، حيث توفّيَ نتيجتها 115 شخصاً، فيما استشهد 59,587 شخصاً في غزّة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمرّ.