مرّت قرابة نصف ساعة قبل صدور بيان من الجيش يشرح الأمر: «اندلاع حريق في مستودع للزيوت والإطارات في السوق الحرة في مرفأ بيروت، وقد بدأت عمليات إطفاء الحريق وستشارك طوافات الجيش في إخماده». الجيش يطمئننا. لا أمونيوم هذه المرّة. لكنّه تطمين متأخّر، ولا أحد يعرف إن كان بإمكانه أن يأخذه على محمل الثقة. نصف ساعة رغم حالة الطوارئ، تُرك سكان بيروت خلالها وحدهم. كأنّّهم في مدينةٍ يتيمة وسط عالم من الوحوش.
ينظرون إلى السماء ويتساءلون: هل فعلوها مرّة أخرى؟ هل يحاولون إحراق بيروت مرّة ثانية في أقلّ من أربعين يوماً؟ لا شيء سيحمينا بعد اليوم، ما دام القتلة أنفسهم ما زالوا في السلطة يحتسون الشاي بعدما حوّلوا العاصمة ومرفأها إلى مقبرةٍ كبيرة.