كان المنشور الأخير للمراسل أنس الشريف قبل دقائق فقط، قُرابة الساعة 11:30 ليلاً، يتكلّم عن «قصفٍ لا يتوقّف»، وعن اشتداد الأحزمة الناريّة على مدينة غزّة. لم يكن أنس يعرف أنّ هذه الغارات ستطاله وزميله محمّد قريقع، رغم وجوده في خيمةٍ للصحافيّين، داخل باحة مستشفى الشفاء.
وقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي البوّابة الرئيسيّة للمجمّع الطبّي، ودمّر جزءاً من قسم الطوارئ فيه وخيمةً لصحافيّي قناة «الجزيرة»، حيث كان يتواجد الشريف وقريقع. عُرف من بين الشهداء أيضاً المُصوّران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل. تأتي هذه الضربة مع انطلاق خطّة احتلال مدينة غزّة، وهي آخر المدن التي لم يسيطر عليها الاحتلال في شمال القطاع.
وكان الشريف قد صمد في شمال غزّة منذ بداية الإبادة ورفض المغادرة، رغم التجويع ورغم التهديدات المتواصلة التي طالته، حاله حال آلاف الفلسطينيّين الذين يقتلهم الاحتلال يومياً.