بشكلٍ متعمّد وعن سابق تصوّر وتصميم، خرّب مالك أحد العقارات في منطقة كفرعبيدا التلّ الأثري المعروف، والذي يتجاوز عمره 5 آلاف سنة، بما وُصف بـ«الجريمة الثقافية». تذرّع المُجرم بأنّه يملك رخصةً من البلدية السابقة، وكتاباً من وزير الثقافة السابق محمد مرتضى (من دون موافقة مديرية الآثار)، غير أنّ الرخصة كما الكتاب يمنعان بشكلٍ واضح أعمال الجرف من دون حضور مبعوث من وزارة الثقافة أو مديرية الآثار، وهو الأمر الذي لم يحصل.
تدخّلت البلدية الحالية فور علمها بالأمر، بعد تبليغها من قبل ناشطين في المنطقة. وقد تمّ توقيف الأشغال بالتنسيق مع مديرية الآثار وقوى الأمن الداخلي، وحُجزَت الجرّافة، مع طلب إحالة المتورّطين إلى القضاء. ثم حضرت البعثة التي عملت على التلّ في السابق كي تُعاين أضرار اليوم، بحضور رئيسها السيّد هرمن غنز (الشخص الذي يظهر في الفيديو أثناء تفقّد الموقع).
والتلّ جزء من قرية تعود للعصر البرونزي، اكتشفها طالب آثار بالصدفة بين عامَي 2004 و2005، ثم عمل عليها فريق مختصّ من الجامعة الأميركية في بيروت، وقد خضعت المنطقة لعمليّات تنقيب طيلة 18 سنة؛ أمّا نتائج البحث فقد كشفت أنّ «الموقع كان مأهولاً منذ الـ2,700 ق.م.». هذا الموقع، اختفى اليوم بسبب جرّافةٍ واحدة والكثير من الجشع.