أصدرت ليبان بوست طابعاً يحمل صورة انفجار المرفأ، داعيةً المواطنين إلى شرائه والمساهمة في دعم إعادة إعمار بيروت كون الشركة ستتبرّع بجميع عائدات هذا الطابع للدفاع المدني.
لكن يبدو أنّ الشركة ذهبت بعيداً في «حسن نيّتها»، فلم تنتبه إلى أنّ إصدار طابع تذكاريّ لحدثٍ ما، يعني طيّ صفحة هذا الحدث وجعله يستقرّ في الذاكرة بعد انتهاء مفاعيله في الحاضر. يحدث ذلك في وقت لم تُختَم فيه التحقيقات بعد، وما زال تسعة مفقودين مجهولي المصير، وما زال العديد من السكّان يقيمون داخل أبنية بلا زجاج، ولم يتجاوز كثيرون تروما الانفجار نفسه. فماذا يعني إصدار طابع تذكاريّ بعد مرور أقلّ من ثلاثة أشهر على الكارثة، إلا خدمة السلطة المستعجلة لمحو آثار الجريمة؟