تعليق سوريا
محمد علي الأتاسي

إيناس سوريا

24 تشرين الأول 2025

نساء سوريا

منذ سقوط النظام الأسدي، غابت نساء سوريا عن المشهد السياسي الرسمي وعن مراكز القرار السياسي والاقتصادي بشكل شبه كامل، اللهم باستثناء بعض المشاركات النسائية الخجولة في مؤتمر الحوار الوطني وفي بعض اللجان الحكومية وفي حقيبة وزارية يتيمة كانت من حظ السيدة هند عبود قبوات، صائدة الحقائب الوزارية. لا يعني هذا المشهد الناقص والمخجل بأي شكل من الأشكال غياب المشاركة الفعالة للنساء السوريات في العديد من الأنشطة والفعاليات المجتمعية والاقتصادية والسياسية التي أعقبت سقوط النظام. هذا ليس فقط لأنهن نصف المجتمع السوري، ولكن لأنهن كن الأغلبية العددية التي بقيت وصمدت في مناطق سيطرة النظام وفي مخيمات اللجوء. لا بل يمكننا القول إنّ الثمن الذي دفعته نساء سوريا والمعاناة التي تعرضن لها، كناشطات وكعاملات في كل القطاعات الاقتصادية وكفاعلات اجتماعيات وكأمهات مكلومات وأخوات معيلات لأسرهن وكضحايا للاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري، خلال الثورة وخلال سنوات القمع الأسود والقتل التي تخللتها، يوازي ما دفعه رجال سوريا إن لم يزد عليه.

لطالما كانت الحروب لعبة الرجال وشغفهم الأكبر. النساء عادة لا يصنعنَ الحروب ولا يتقنّها. لكنهنّ يَعرفنَ في زمن العنف المنفلت والقتل المباح كيف يحفظنَ الذاكرة ويرعينَ سيرة الشهداء، وكيف يُطالبنَ بالمحاسبة وكيف ينشدنَ إحقاق العدل، كيف يصُنَّ الودّ ويقدّرنَ الجميل. النساء يعرفنَ كذلك عندما يحين الوقت كيف يتعالينَ على الجراح وكيف يخلقنَ الألفة والتسامح وكيف يمددنَ جسور السلام والمصالحة.


إيناس مطر

إيناس مطر

إيناس مطر، واحدة من هؤلاء النساء السوريات. هي أخت شهيد الثورة والنضال السلمي غياث مطر الذي قتل في العام 2011 بتهمة توزيع الورود وعبوات المياه على جنود الجيش الأسدي الذين اقتحموا مدينة داريا الثائرة لاعتقال وقتل شبابها الثائر. وهي أخت الشهيدين أنس وحازم مطر اللذين اعتقلهما النظام تباعاً بعد أن أعاد أخاهم غياث لأهله جثةً مشوهة، هذا قبل أن تختفي آثارهما في السجون السورية.

إيناس نفسها اعتُقلت لـ24 ساعة بعد اعتصام صامت مقابل مخفر الشرطة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين ومن بينهم أخواها أنس وحازم وخالها إياد العبار وابن خالها. يومها، ضُربت إيناس بشدّة على رأسها وبقيت ثلاث سنوات تتعالج من آثار الضرب.  

في العام 2013، وبعد مجزرتي داريا الأولى والثانية، ونتيجة لزيادة الضغوط والتهديدات على العائلة، اضطرّت إيناس مطر ووالداها ومَن تبقّى من أفراد العائلة، إلى مغادرة داريا باتجاه أشرفية صحنايا، ومن ثمّ النزوح إلى السويداء هرباً من بطش السلطة.

في السويداء، استقبل أحرار المحافظة عائلة المطر بما يليق بقيَم النخوة والمروءة والكرم التي عُرفت عن أهل جبل العرب، وتبرّع مغترب من أبناء المحافظة بمنزله المفروش ليقيم به أفراد العائلة لمدة سنة كاملة. ولم تلبث إيناس، التي لم ترضَ أن تعيش عائلتها على المساعدات، أن أسست ورشة للخياطة ومن ثم محلاً لبيع منتوجات الورشة، واستأجرت بيتاً سمح لها أن تعيش مع عائلتها بكرامة من عرق جبينها وبحماية ورعاية أحرار السويداء.

عادت عائلة مطر إلى داريا قبل سقوط النظام بسنتين في محاولة لاسترجاع أملاكها. وتركت إيناس مقيمة في السويداء بين أهلها وناسها حتى لا تغلق ورشة الخياطة التي أسّستها ولكي تُبقي على ابنتها الصغيرة في المدرسة التي احتضنتها.

والدا غياث مطر يحملان الورود و يتقدّمان أهالي داريا في ريف دمشق تكريماً لـ«شهداء» داريا

لم تُخفِ عائلة مطر يوماً امتنانها لأهل السويداء لحسن استقبالهم وحمايتهم للعائلة في ظل الضغوط الهائلة التي تعرضوا لها من النظام وشبيحته بعد استشهاد غياث وتغييب أخويه أنس وحازم. ولم يتردد والد غياث ووالدته بعد سقوط النظام في التأكيد على ذلك. فوالدة غياث وجهت من على تلفزيون سوريا تحية قالت فيها: أنا بدي وجه تحيه من قلبي من جوا لأهل السويدا. اهل السويدا إحتضنوني، أهل السويدا حطوني ببيوتهم وطعموني من لقمتهم، أهل السويدا أكرموني، أهل السويدا حموني. أهل السويدا فضلوا على راسي. 

أما أهل السويداء، فبادلوا التحية بمثلها ونظموا استقبالاً شعبياً حافلاً في ساحة الكرامة لوالد ووالدة غياث مطر التي خطبت فيهم على وقع صيحات «أم الشهيد نحنا أولادك». أما تيسير مطر، والد غياث، فقال عن ذلك اليوم: استقبلونا استقبال لا مثيل له والاحتفال يلي صار أنا بعجز عن وصفه. دموعي لم اعد اتمالكها. شعرت انو يوم زفاف اولادي كان بهديك اللحظة.


بنت داريا والسويداء

لم تُخفِ إيناس، التي فضلت البقاء في السويداء، وقوفها الى جانب أهالي السويداء مع بدء التوترات وفي وجه حملات التكفير والتخوين التي نالتهم دون تمييز. وعندما بدأ هجوم الفصائل المسلحة على المحافظة، رفضت إيناس الخروج وبقيت الى جانب الناس الذين وقفوا معها في محنتها واحتضنوها في مصابها. وحوصرت هي نفسها في منزلها، وتمّ نهب وتعفيش محلّ الخياطة الذي تستأجره، وأصبحت شاهدة عيان على الكثير من الانتهاكات التي ارتكبت في محيطها القريب. 

لكنّ مصاب إيناس تحول الى أكثر من مصاب بفقدانها للعديد من الأصدقاء والصديقات الأبرياء الذين قتلوا غدراً على يد الفصائل المسلحة، وبالأخص منهم الدكتور طلعت فوزي عامر الذي كان بمثابة الأخ الكبير والمرشد الروحي لايناس، وهو الذي عالج على مدى سنوات جرحى داريا ودرعا واحتضن عائلة ايناس. تمّ قتله على حاجز وهو بلباسه الطبي متوجّهًا للمشفى لمعالجة جرحى الهجوم الأخير.  

كتبت إيناس منذ اليوم الأول للمجزرة على صفحتها على الفيسبوك، شاجبةً ومُستنجِدة. ولم تتوقف عن الكتابة منذ ذلك اليوم دون أن يُنصت إليها أحد أو أن يُبدي اهتماماً بكلامها الجريح.

في 12 آب كتبت: 

مو لأن نحنا ذقنا الظلم والألم، لازم كل الناس ترجع تذوقه. الظلم ما بيتوارث، والقهر ما بيتكرر على إنه «حق» أو «عدالة». من سنين كانوا يقولوا: «الأسد أو نحرق البلد»، هرّبوا الأسد… وبلش الحريق يأكل بكل شي فيها. قتلوا قلوبنا قبل أجسادنا، وحرقوا أرواحنا قبل بيوتنا. دمّرونا… من وين جابوا كل هالحقد؟ من وين جابوا كل هالوحشية؟ من وين جابوا كل هالإجرام؟ والله لا دين ولا أخلاق ولا قيم بتقبل اللي عم نشوفه. ما في دين من أديان الله بيحلّل قتل الأبرياء أو التعدي على الحقوق أو هتك لأعراض او اغتصاب النساء. للأسف، عطوا صورة بشعة عن الإسلام وعن السنة، مع إننا ما تربّينا يوم على القتل ولا الإجرام ولا الظلم... 

في 1 أيار، عادت إيناس وكتبت على صفحتها تحت عنوان «كلمة حق ولازم تنقال»، هذا الكلام البسيط والعميق بخصوص التهويش الطائفي والتعميم الأعمى:

في وقت كانت الناس تخاف تقول كلمة، كان في ناس فتحوا بيوتهم وقلوبهم بلا سؤال ولا شروط.

8 سنين… أنا وأهلي عشنا بكرامة ببيوت الدروز أهل السويدا، أكلنا من خيرهم، تدفينا بمازوتهم، وتعالجنا بكرمهم، كلو كان مجاني ومن طيب خاطر وبلا منية لانهم اهل معروف وعندهم شهامة ونخوة وكرم... وقت حتى القريبين خافوا يرفعوا السماعة ويسألوا عنّا.

قرايبنا، أهل بلدنا، وأعز أصدقائنا… حذفوا أرقامنا من خوفهم، وقطعوا الحبل وكأننا ما كنا يوم إخوة.

وكلمة حق بدي الكل يسمعها اليوم:

يلي وشى بغياث، مو غريب، هو ابن بلدنا، وسنّي.

ويلي جرف القبر، كمان ابن بلدنا، وسنّي.

ويلي ضربني بالطريق لما أخدوني عالفرع، كان سنّي… بس يلي حقق معي وتعاطف معي، كان علوي.

ويلي لاحقنا للسويدا، وكمّش 14 شاب ديراني وتم تصفيتهم بصيدنايا، كمان سنّي وديراني.

ويلي خبّانا، وحمانا منو، كانوا الدروز، أهل شهبا، رجال ما حسبوها طائفية، حسبوها رجولة وإنسانية.

والمنظمة المسيحية، بمساعدة دروز سويدا، هني يلي ساعدوني لافتح شغل، واعتمد على حالي وعيش بكرامة بدون ما احتاج حدا .

بوقت كل حبايبي من بلدي ما خطر ببالهون حتى يسألوا: كيفك؟ عايشة؟ محتاجة شي؟

سنين، ما إجاني اتصال واحد من يلي كنت فكّرهن أهلي وناسي! 

لهيك، بكفي عاد! حاجة هالتعميم الأعمى، وبكفي هالنار اللي عم تكبر وتحوّلنا لدم بيروح عالفاضي.

اللي خان، خان لأنه صغير النفس، مو لأنه ابن طائفة.

ويلي سب وتعدى سب لانو بلا مبدأ وبلا اخلاق وما بمثل غير حالو.

واللي حمى، حمى لأنه إنسان أصيل، مو لأنه ابن مذهب.

لا تغطّوا الاجرام والخيانة براية الدين، ولا تخلوا الطائفية تسرق منكم ضميركم.

البلد عم ينزف، والقلوب تعبت، وكلمة الحق اليوم لازم تتقال، وبصوت عالي!

عشت سنين بسويدا ورح ضل فيها ورح زور اهالي الضحايا وعزيهن وطبطب عليهن متل ما هنن وقفوا معنا وطبطبوا على جراحنا .. 

اصحواااااا…

في ناس طيبة، وفي ناس خسيسة. وفي رب ما بيقيس الناس بطوائفهم، بيقيسهم بأفعالهم. ولسه في وقت، لحتى نوقف الدم، ونرد الروح لهالبلد قبل ما نصير رماد.


الخطاب الغائب

كلام إيناس على الفيسبوك، البليغ في بساطته، الوطني في إنسانيته، لم يلتفت إليه الكثيرون وبقي محصوراً في دوائر أصدقائها ومعارفها مع أنه متاح ومفتوح للعلن. لكن إيناس ستتحول فجأة، بين ليلة وضحاها إلى ترند سوري، بعد أن أجرت معها منصة الراصد، وهي إحدى المنصات الفاعلة في منطقة السويداء، مقابلة مصورة تم بثها على موقعها على شبكات التواصل الاجتماعي. تحدثت فيها بكل وقار وصدق بوصفها شاهدة عيان عما جرى من انتهاكات من حولها وكيف توالت عدة فصائل مسلحة على حيّها وابتدأت من التعفيش وصولا الى القتل على الهوية. كما أعادت تكرار الآراء التي كتبتها خلال الشهور الماضية على صفحتها الشخصية على الفيسبوك من حول ضرورة إحقاق العدل وإبداء التعاطف وجبر الضرر وبناء جسور المحبة والتفهم لمعاناة وفجيعة أهل السويداء بالمصاب الجلل الذي حل بهم والظلم الذي أصابهم. 

تفاجأ بعض المؤثرين الإعلاميين المقرّبين من الدوائر الضيقة للسلطة بمقابلة إيناس وآرائها، كون أغلبهم يفضل الفرجة على القراءة. وبدأوا بترويج الأكاذيب عن أن أيناس أسيرة في السويداء ومجبرة على الإدلاء بمثل هذه تصريحات. مما اضطرها إلى إجراء مقابلة مصورة ثانية، مع الصحافي إياد الشربجي ابن مدينتها المقيم في أمريكا، كذّبت فيه هذه الادعاءات وطالبت ممن استيقظت نخوته لنجدتها ويريد أن يحفظ كرامتها، أن يحفظ هذه الكرامة من الناس من حوله التي لم تنفك تبعث تهديدات يومية لها بأنهم في انتظارها على المعبر ليرشوا عليها «مية النار» لتعذيبها وتشويهها قبل ذبحها وجعل دمائها تجري من المعبر إلى داريا، مهددين إياها بالسحل والدعس على قبر أخيها الشهيد في داريا. 

اللافت أنّ مضمون خطاب إيناس الوطني والإنساني، على بساطته، كان من المفترض أن يكون لسان حال السلطة الحالية تجاه أهل السويداء. وهذا ليس فقط لأنه يرفض الإنكار ويبيّن الحقائق ويُقرّ بالانتهاكات والجرائم التي ارتُكبت بحق أهل السويداء، ولكنه يحاول أن يجبر الضرر ويواسي القلوب والاجساد الجريحة ويقول لأهل الجبل أن وجع السوريين وألمهم واحد. لا بل إن خطاب إيناس مطر كان من المفترض أن يكون لسان حال بعض الرموز والشخصيات التي تسمي نفسها على المعارضة الوطنية التي أصابها الخرس والتدليس وتدوير الزوايا ومساواة القاتل مع الضحية، تجاه فداحة ما ارتكب في السويداء.

بدلاً من ذلك، أطلقت أبواق النظام حملة شعواء على إيناس، خصوصا بعد نفيها لتهمة أسرها في السويداء، متهمةً إياها بالخروج عن الصراط المستقيم والتنكر لدم أخيها وانحيازها لاتباع الشيخ الهجري، وهي التي رفضت منذ البداية أن تدخل في مجاهل السياسة وحساباتها الضيقة وأصرت على أن تقول كلمة الحق وأن تظل وفيّةً لقيم الثورة السورية وللأحرار الذين احتضنوها وأهلها في جبل العرب. من جهة أخرى، أزعج خطاب إيناس ووجودها نفسه، المتطرفين الدروز في الجهة المقابلة لأنه يفكك سرديتهم التعميمية، وهم الذين لم ينفكوا يروّجون أن أهل السنة يتماهون بمجملهم مع السلطة القائمة ويؤيدون انتهاكات وجرائم الفصائل المسلحة الدائرة في فلكها، وأن لا حل إلا في الدعوة الى الانفصال ومدّ الأيدي إلى العدو الإسرائيلي وإدارة الظهر لميراث وطني طويل وغني من العيش والنضالات المشتركة.   


أبعد من إيناس، أقرب إليها

سوريا القائمة اليوم، سوريا «من يحرّر يقرّر»، قرّرت أن تستبدل هويتها الوطنية بـ«هويتها البصرية»، وقررت أن ترمي نشيدها الوطني وتستعيد عنه بشيء من الشعر العمودي الجذل. سوريا القائمة اليوم، قرّرت إلغاء الاحتفال بعيد شهداء أيار الذين شنقهم جمال باشا السفاح. قد لا تمثّل إيناس اليوم في وقفتها الشجاعة ونصرتها للحق وجهرها بالحقيقة كل سوريا. لكنها تمثّل سوريا المغايرة والمنشودة، سوريا البعيدة والزائلة. سوريا الممكنة والقادمة.

سوريا شهداء 6 أيار وميسلون، سوريا عبد الحميد الزهراوي ويوسف العظمة، سوريا الثورة العربية الكبرى، سوريا سلطان باشا الأطرش وعبد الرحمن الشهبندر، سوريا عبد الكريم السقا وجودت سعيد، سوريا رزان زيتونة وسميرة الخليل، سوريا يحيى الشربجي وغياث مطر، سوريا مشعل تمو ورائد فارس، سوريا الناس العاديين والبشر المهمشين، سوريا لافتات كفرنبل وشعارات عامودا. سوريا دمشق وحلب. سوريا الجولان ودرعا. سوريا جبال الساحل وجبل العرب. 

كانت إيناس في ذلك الموقف، ومعها الكثيرات والكثيرون، كلمة حق في زمن جائر. 

كانت إيناس مفرد بصيغة الجمع. كانت إيناس جمعاً بصيغة المفرد.

كانت صوت سوريا الممكن، كانت ضمير سوريا الحي، كانت شهداء سوريا المنسيين، كانت معتقلي ومختفي سوريا، كانت ثورة سوريا المسروقة، كانت وجه سوريا الحزين والباكي، كانت مستقبل سوريا البعيد والآتي.

في زمن الغفلة والصمت، زمن النفاق والمداهنة، زمن الكذب وتشويه الحقائق، كانت إيناس ومثيلاتها. كانت سوريا وستبقى.

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
شكوى ضدّ مايكروسوفت بتهمة تخزين بيانات استخدمها الجيش الإسرائيلي
مختارات من الصحافة الإسرائيلية 5/12/2025
70,000 م2 من الأملاك العامة البحرية عادت إلى اللبنانيين بقرار قضائي
ياسر أبو شباب: نهاية عميل
حدث اليوم - الخميس 4 كانون الأول 2025 
04-12-2025
أخبار
حدث اليوم - الخميس 4 كانون الأول 2025 
العراق: حزب الله (غير) إرهابي
04-12-2025
تقرير
العراق: حزب الله (غير) إرهابي